
يفحص الدكتور "جاري"عددا قليلا من المرضى بعينين مرهقتين من وراء نظارته، مرتديا قميصا طبعت عليه أشكال بحرية مثل القوارب ودفات قيادة سفن وعوامات نجاة.. وأمضى الجميع الليلة في قبو المستشفى، حيث تم وضع فرشات وخزانات مياه.
وقالت وكالة فرانس برس إن الطبيب السوري يعمل في مستشفى طب العيون في أنغولسكي بشمال شرق ميكولايف، وهو ليس بعيدا عن خط المواجهة.
ويقول الطبيب: ”لم أصدق. عشنا بهدوء هنا. ماذا يفعل الروس؟ ما الذي يحاولون إنقاذنا منه؟ من أنفسهم؟“.
ويعرف الدكتور جاري الحرب. فوطنه الأم سوريا غارق في النزاع منذ أحد عشر عاما، وشهد العديد من مظاهر القصف هناك.
بعدما مكث أسامة جاري لفترة في دمشق مع زوجته التي كان التقى بها خلال دراسته الطب في أوكرانيا، فر من الصراع والعاصمة السورية في 2014، "ليجد السلام" في ميكولايف، لكن الحرب لاحقتهما دائما.
ويشير الطبيب بحزن إلى أن "سوريا وأوكرانيا في الوضع نفسه حاليا". ويضيف: "الحرب هي الحرب، سواء كانت هناك أو هنا أو في أي مكان آخر، وهي أسوأ شيء يمكن أن نتخيله"، لكنه يرفض الغوص في التحليلات السياسية، ويقول "الروس؟ حكومتهم؟ لا أريد أن أتحدث عن ذلك".